وفي الغضب، وفوارات الماء سميت تشبيهًا بغليان القدر، وفعلت كذا من فوري؛ أي: من غليان الحال، وفارة المسك تشبيهًا به في الهيئة كما في "المفردات". {تَكَادُ تَمَيَّزُ} والتميّز: الانقطاع والانفصال بين المتشابهات، والغيظ: أشد الغضب، يقال: يكاد فلان ينشقّ من غيظه إذا وصف بالإفراط في الغضب. {خَزَنَتُهَا} جمع خازن بمعنى الحافظ، والموكل بالشيء.

{إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ} أصله: يخشيون، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح فالتقى ساكنان: الألف والواو، فحذفت الألف. {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ} أصله: أسرروا بوزن أفعلوا، نقلت حركة الراء الأولى إلى السين فسكنت فأدغمت في الراء الثانية. {ذَلُولًا}، هو فعول بمعنى مفعول؛ أي: مذلّلة مسخرة منقادة لما تريدون، يقال: دابة ذلول بينة الذل؛ أي: الانقياد. وهو ضد الصعوبة، وفي "القاموس": الذل بمعنى ضد الصعوبة بالضم والكسر والذل بمعنى الهوان بالضم فقط، والذلول فعول بمعنى فاعل، ولذا عرى عن علامة التأنيث مع أن الأرض مؤنث سماعي.

{فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا} أصل {امشوا} امشيوا بوزن افعلوا، استثقلت الضمة على الياء فحذفت للتخفيف ثم حذفت الياء لالتقاء الساكنين، وضمّت الشين لمناسبة الواو ضمًّا عارضًا، ولذلك عند إلابتداء به يبدأ بهمزة وصل مكسورة؛ لأن ضم الحرف الثالث عارض غير أصليّ، والعارض لا يعتد به في غالب الأحوال. {مَنَاكِبِهَا} المناكب: جمع منكب، وهو مجتمع رأس الكتف والعضد، يقال: تشابهت منهم المناكب والرؤوس؛ أي: ليس فيهم مفضَّل، قال الراغب: المنكب: مجتمع ما بين العضد والكتف، ومنه: استعير للأرض في قوله تعالى: {فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا} كاستعارة الظهر لها في قوله: {تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ} انتهى، أو في جبالها وشبهت بالمناكب من حيث الارتفاع.

{وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} يقال: نشر الله الميت نشرًا: أحياه بعد موته، ونشر الميت بنفسه نشورًا فهو يتعدى ولا يتعدى كرجعه رجعًا ورجع بنفسه رجوعًا إلا أنّ الميت لا يحيى بنفسه بدون إحياء الله تعالى؛ إذ هو محال.

{أن يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ} قال الجوهري: خسف المكان يخسف خسوفًا؛ ذهب في الأرض، وخسف الله به الأرض خسفًا: غاب به فيها. وفي "القاموس" أيضًا:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015