البلاغة
وقد تضمنت هذه السورة الكريمة ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: الاستفهام الإنكاري التوبيخي التعييري في قوله: {لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ}.
ومنها: الإطناب بتكرار قوله: {مَا لَا تَفْعَلُونَ} وهو لفظ واحد في كلام واحد، ومن فوائد التكرار: التهويل والإعظام، وإلا فقد كان الكلام مستقلًا لو قيل: {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ} ذلك فما إعادته إلا لمكان هذه الفائدة.
ومنها: التشبيه المرسل المفصل في قوله: {كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ}؛ أي: في المتانة والتراص.
ومنها: الإتيان بصيغة المضارع في قوله: {وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ} للدلالة على استمرار العلم.
ومنها: الإتيان بالجملة الاعتراضية التذييلية في قوله: {وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} لتقرير مضمون ما قبلها من الإزاغة، وإيذانًا بعليته.
ومنها: الاستعارة التمثيلية في قوله: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ}. مثل حالهم في اجتهادهم في إبطال الحق بحال من ينفخ في نور الشمس بفيه ليطفئها، تهكمًا وسخرية بهم. وقيل: الاستعارة تصريحية، شبه شرع الله ودينه بالنور الحسين بجامع الإضاءة في كل. والإطفاء ترشيح.
ومنها: التورية في قوله: {بِأَفْوَاهِهِمْ}؛ أي: بأقوالهم: إنه سحر، وشعر، وكهانة، والتورية: أن يكون للكلمة معنيان بعيد وقريب، ويراد البعيد دون القريب، وهو من المحسنات اللفظية.
ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: {وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ}؛ أي: مظهر دينه.
ومنها: جناس الاشتقاق في قوله: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ}.
ومنها: إضافة الموصوف إلى صفته في قوله: {وَدِينِ الْحَقِّ} لغرض الإيضاح،