الوفاء. و {لِمَ} (?) مركبة من اللام الجارة و {مَا} الاستفهامية قد حذفت ألفها تخفيفًا لكثرة استعمالها، كما في عمَّ وفيم ونظائرها. معناها: لأي شيء، ولأي غرض تقولون: نفعل ما لا تفعلون من الخير.
قال الزمخشري: {لِمَ} لام الجر داخلة على {مَا} الاستفهامية كما دخل عليها غيرها من حروف الجر في قولك: بم، فيم، ومم، وعم وإلام، وعلام، وحتام. وإنما حذفت الألف لأن {مَا} وحروف الجر كشيء واحد، ووقع استعمالها كثيرًا في كلام المستفهم محذوفة الألف، وجاء استعمال الأصل قليلًا. اهـ. "خطيب".
وعبارة "البيضاوي": و {مَا} مركبة من لام الجر و {مَا} الاستفهامية، والأكثر على حذف ألفها مع حرف الجر؛ لكثرة استعمالها معًا، فلذا استحقت التخفيف، ولاعتناقهما في الدلالة على المستفهم عنه. اهـ.
والمعروف على أن مدار التعيير والتوبيخ في الحقيقة عدم فعلهم، وإنما وجهه إلى قولهم تنبيهًا على تضاعف معصيتهم ببيان أن المنكر ليس ترك الخير الموعود فقط بل الوعد به أيضًا، وقد كانوا يحسبونه معروفًا. ولو قيل: لم لا تفعلون ما تقولون .. لفهم منه أن المنكر هو ترك الموعود. فليس المراد من {مَا} حقيقة الاستفهام؛ لأن الاستفهام من الله محال؛ لأنه عالم بجميع الأشياء، بل المراد الإنكار والتوبيخ على أن يقول الإنسان من نفسه ما لا يفعله من الخير؛ لأنه إن أخبر أنه فعل في الماضي والحال، ولم يفعله .. كان كاذبًا، وإن وعد أن يفعله في المستقبل ولا يفعله .. كان خلفًا، وكلاهما مذموم. كما قال في "الكشاف": هذا الكلام يتناول الكذب وإخلاف الوعد، وهذا بخلاف ما إذا وعد فلم يفِ بميعاده لعذر من الأعذار، فإنه لا إثم عليه.
والمعنى (?): أي لأي غرض تقولون: لوددنا أن نعمل كذا وكذا من أفعال الخير، حتى إذا طلب منكم ذلك كرهتم ولم تفعلوا؟ والتوبيخ والإنكار موجه إلى عدم فعلهم ما وعدوا به، وإنما وجه إلى القول لبيان أن معصيتهم مزدوجة إذ هم