في الأصل: حركة للنفس مبدؤها إرادة الانتقام ممن أساء لك. {وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ}: والحلف: العهد بين القوم، والمحالفة: العهد. والحلف أصله: اليمين التي يأخذ بعضهم من بعض بها العهد، ثم عبر به عن كل يمين.
{أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ}: أصله: أعدد، نقلت حركة الدال الأولى، إلى العين فسكنت، فأدغمت في الدال الثانية. {سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}: أصله: سوأ، بوزن فعل، قلبت الواو ألفًا لتحركها بعد فتح. {جُنَّةً}: الجنة - بضم الجيم -: الترس؛ لأنه يجن صاحبه ويقيه من السلاح. {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً} فالاتخاذ عبارة عن إعدادهم لأيمانهم الكاذبة وتهيئتهم لها إلى وقت الحاجة، ليحلفوا بها ويتخلصوا من المؤاخذة، اهـ من "الروح". {لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ} من الإغناء، يقال: أغنى عنه كذا، إذا كفاه. {وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ} مصدره الحسبان، وهو أن يحكم لأحد النقيضين من غير أن يخطر الآخر بباله، فيحسبه ويعقد عليه الأصبع، ويكون بعرض أن يعتريه فيه شك، يقاربه الظن، لكن الظن: أن يخطر النقيضان بباله، فيغلب أحدهما على الآخر. {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ} من حذف الإبل، إذا استوليت عليها وجمعتها وسقتها سوقًا عنيفًا، وهو مما جاء على الأصل، كاستصوب واستنوق؛ أي: على خلاف القياس، فإن القياس أن يقال: استحاذ، بقلب الواو ألفًا، كاستقام واستعاذ، فهو فصيح استعمالًا وشاذ قياسًا. ومنه قول عائشة رضي الله عنها: "كان عمر أحوذيًا نسيج وحده"؛ أي: سائمًا ضابطًا للأمور، لا نظير له. {فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ} مصدر مضاف إلى المفعول؛ أي: لم يمكنهم من ذكرهم إياه تعالى بما زين لهم من الشهوات. {أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ} والحزب: الفريق الذي يجمعه مذهب واحد. {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}؛ أي: يعادونهما، ويخالفون أمرهما، من حادّه محادّةً، كشاقه مشاقة. وكلّ منهما: المخالفة، والمعاداة، والمنازعة.
{أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ}؛ أي: في جملة أذل خلق الله وأحقره؛ لأن ذلة أحد المتخاصمين على مقدار عزّة الآخَر. {لَا تَجِدُ قَوْمًا}: {تَجِدُ}: فيه إعلال بالحذف، إذ قياسه: توجد، من وجد المثالي، من باب فعل بفتح العين، يفعل بكسرها، نظير وعد يعد، لكن فاء هذا الفعل حذفت من المضارع حذفًا مطردًا. {يُوَادُّونَ} أصله: يواددون، بوزن يفاعلون، سكنت الدال الأولى وأدغمت في الثانية. {مَنْ حَادَّ اللَّهَ} أصله: حادد بوزن فاعل، كرهوا توالي المثلين فسكنوا الدال