[11]

تعالى في شؤونهم، وليفوضوا أمورهم إليه، وليثقوا به، ولا يبالوا بنجوى أعدائهم، فإنه تعالى يعصمهم من شرها وضررها، فينبغي للعبد التوكل التام، فإن المؤثر في كل شيء هو الله تعالى.

والمعنى (?): أي إن ما يتناجى به المنافقون مما يحزن المؤمنين - إن وقع - فإنما يكون بإرادة الله ومشيئته، فلا يكترثن المؤمنون بتناجيهم، وليتوكلن على الله ولا يحزنن، فإن من قول عليه لا يخيب أمله، ولا يبطل سعيه.

11 - {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} يعني المخلصين {إِذَا قِيلَ لَكُمْ} من أي قائل كان من الإخوان {تَفَسَّحُوا}؛ أي: توسعوا {فِي الْمَجَالِسِ}؛ أي: في أماكن الجلوس، متعلق بـ {تَفَسَّحُوا}، وقال في "الإرشاد": متعلق بـ {قِيلَ}، والأول أولى؛ لأن التفسح يتعدى بـ (في). {فَافْسَحُوا}؛ أي: فوسعوا وأنتم جالسون أو قائمون. يقال: أفسح عني، تنح وتباعد عني. {يَفْسَحِ اللَّهُ} سبحانه {لَكُمْ} في الجنة، أو في كل ما تريدون التفسح فيه من الرزق، والصدر، والقبر، وغيرها؛ لأن الجزاء من جنس العمل، أمرهم الله سبحانه بحسن الأدب مع بعضهم بعضًا بالتوسعة في المجلس وعدم التضايق فيه.

والآية عامة في كل مجلس اجتمع فيه المسلمون للخير والأجر، سواء كان مجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكانوا يتضامُّون فيه تنافسًا في القرب منه - صلى الله عليه وسلم - وحرصًا على استماع كلامه أو مجلس حرب إذا اصطفوا للقتال كانوا يتشاحون على الصف الأول، فلا يوسع بعضهم لبعض ويأتي الرجل الصف ويقول: تفسحوا، ويأبون لحرصهم على الشهادة، أو مجلس ذكر، أو مجلس يوم الجمعة. وإن كل واحدٍ، وإن كان أحق بالمكان الذي سبق إليه لكنه يوسع لأخيه ما لم يتأذ لذلك، فيخرجه الضيق من موضعه. وفي الحديث: "لا يقيمن أحدكم الرجل من مجلسه ثم يخلفه فيه، ولكن تفسحوا وتوسعوا".

وقرأ الجمهور (?): {تَفَسَّحُوا}. وداوود بن أبي هند، وقتادة، وعيسى: {تفاسحوا}. وقرأ الجمهور: {في المجلس} بالإفراد. قرأ السلمي، وزر بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015