[18]

اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ ...} والآية. فجعل لهم أجرين مثل أجور مؤمني أهل الكتاب.

قوله تعالى: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ ...} الآية، سبب نزول هذه الآية: ما أخرجه ابن جرير عن قتادة قال: بلغنا أنه لما نزلت: {يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ} .. حسد أهل الكتاب المسلمين عليها، فأنزل الله تعالى: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ ...} الآية.

وأخرج ابن المنذر عن مجاهد قال: قالت اليهود: يوشك أن يخرج منا نبيٌّ فيقطع الأيدي، والأرجل، فلما خرج من العرب كفروا. فأنزل الله سبحانه: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ ...} الآية. يعني بالفضل: النبوّة.

التفسير وأوجه القراءة

18 - {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ} قرأ الجمهور (?) بتشديد الصاد والدال في الموضعين، من الصدقة، وأصله: المتصدقين والمتصدقات، فأدغمت التاء في الصاد، وقرأ أبي {المتصدقين والمتصدقات} وبإثبات التاء على الأصل.

والمعنى على هاتين القراءتين: إن الذين آمنوا من الرجال والنساء، وتصدقوا صدقة واجبة أو تطوعًا.

وقرأ ابن كثير، وأبو بكر، والمفضل، وأبان، وأبو عمرو في رواية هارون بتخفيف الصاد وتشديد الدال من التصديق؛ أي: إن الذين صدقوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما جاء به عن الله، واللاتي صدقنه كذلك.

وقوله: {وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضًا حَسَنًا} معطوفة على اسم الفاعل في المصدقين؛ لأنه وقع صلة للألف واللام الموصولة، حل محل الفعل، فصح العطف عليه، نظير قوله تعالى: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4)}. والإقراض (?) الحسن عبارة عن التصدق من الطيب عن طيبة النفس، وخلوص النية على المستحق للصدقة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015