منع تنوينه. فقال السهيلي: هو على نية الإضافة. وقال الشلوبين: على نية أل.

{فَتَمَارَوْا} أصله: تماريوا بوزن تفاعلوا قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح. {وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ} المراودة: أن تنازع غيرك في الإرادة، فترود غير ما يروده. {فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ} الطمس: المحو، واستئصال أثر الشيء.

البلاغة

وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:

فمنها: المبالغة في قوله: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} لأنَّ فيه زيادة مبالغة على قرب، كما أن في اقتدر زيادة مبالغة على قدر؛ لأن أصل افتعل إعداد المعنى بالمبالغة، نحو اشتوى إذا اتخذ شواء بالمبالغة في إعداده.

ومنها: الإتيان بصيغة الماضي للدلالة على تحقق الانشقاق في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - ويدل عليه قراءة حذيفة رضي الله عنه {وقد انشق القمر}، كما مرّ.

ومنها: العدول عن المضارع إلى الماضي في قوله: {وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ} بعد قوله: {يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا} بلفظ المستقبل مع أنَّ السياق يقتضي الإتيان بهما بلفظ المضارع لكونهما معطوفين على {يُعْرِضُوا} للإشعار بأنهما من عاداتهم القديمة.

ومنها: التشبيه المرسل المفصل في قوله: {يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ} لأنَّ الأركان الأربعة موجودة فيه، فقد شبههم بالجراد في الكثرة، والتموج.

ومنها: جناس الاشتقاق في قوله: {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ}.

ومنها: التلويح بقوله: {يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ} بأنّ المؤمنين ليسوا في تلك المرتبة من الشدّة، بل ذلك اليوم يوم يسير لهم، حيث أسند القول إلى الكفار فقط.

ومنها: التفصيل بقوله: {فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا} بعد الإجمال الذي قوله {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ}.

ومنها: الإضافة إلى العظمة في قوله: {عَبْدَنَا} تفخيمًا لشأن نوح عليه السلام، وإشعارًا لرفعة منزلته، وزيادة تشنيع لمكذّبيه، فإن تكذيب عبد السلطان أشنع من تكذيب عبد غيره، وإشارة إلى أنه لا شيء أشرف من العبودية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015