الألف لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة. {فَتَعَاطَى} فيه إعلال بالقلب. أصله: تعاطي بوزن تفاعل، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح؛ أي: فتناول السيف، وعقرها. {فَعَقَرَ} يقال: عقر البعير والفرس بالسيف فانعقر؛ أي: ضرب به قوائمه، وبابه ضرب.

{كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ} الهشم: كحر الشيء الرخو، كالنبات. والهشيم بمعنى المهشوم؛ أي: المكسور. وهو اليابس المتكسر من الشجر وغيره. والحظر: جمع الشىء في حظيرة. والمحظور: الممنوع. والمحتظر بكسر الظاء: اسم فاعل، وهو الذي يتخذ حظيرة من الحطب وغيره، والحظيرة: الزربية، وفي "المختار": الحظيرة التي تعمل للإبل من شجر لتقيها البرد والربح. والمحتظر بكسر الظاء الذي يعملها. والمعنى: صاروا كيبيس الشجر المتفتت إذ تفتت.

{حَاصِبًا}؛ أي: ريحًا حصبتهم؛ أي: رمتهم بالحجارة، والحصباء. قال الفرزدق:

مُسْتَقْبِليْنَ شِمَالَ الشَّامِ تَضْرِبُنَا ... بِحَاصِبٍ كَنَدِيْفِ القُطْنِ مَنْثُوْرِ

وفي "المختار": الحصباء بالمد: الحصى. ومنه: المحصب. وهو موضع بالحجاز. والحاصب: الريح الشديدة تثير الحصى. والحصب بفتحتين: ما تحصب به النار؛ أي: ترمي. وكلل ما ألقيته في النار فقد حصبتها به، وبابه ضرب.

{نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ} سحر إذا كان نكرة يراد به سحر من الأسحار. يقال: رأيت زيدًا سحرًا من الأسحار. ولو أريد من يوم معين لمنع من الصرف. لأنّه معرفة معدول عن السحر، فمنع منه للتعريف والعدل. لأن حقه أن يستعمل في المعرفة بأل. وفي "المفردات": السحر: اختلاط ظلام آخر الليل بصفاء النهار، وجعل اسمًا لذلك الوقت، وهو آخر الليل، أو السدس الأخير.

فائدة: وقد اختلف في تعريف سحر الممنوع من الصرف، فقيل: إنه ممنوع من الصرف للتعريف والعدل، أما التعريف ففيه خلاف، فقيل: هو معرفة بالعلمية. لأنه جعل علما لهذا الوقت. وقيل: يشبه العلميّة؛ لأنه تعريف بغير أداة ظاهرة، كالعلم، وأما العدل فإن صيغته معدولة عن السحر المقرون بأل, لأنه لما أريد به معين كان الأصل فيه أن يذكر معرفًا بأل، فعدل عن اللفظ بأل، وقصد به التعريف، فمنع من الصرف. وقال السهيلي والشلوبين: الصغير معرف معروف. واختلف في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015