{أَعْجَازُ نَخْلٍ} جمع عجز، وعجز الإنسان مؤخره، وبه شبه مؤخر غيره. ومنه: العجز؛ لأنّه يؤدي إلى تأخر الأمور. والنخل يذكر ويؤنث، وهو من أسماء الجنس الذي يفرق بينه وبين واحده بالتاء. واللفظ مفرد لكنه كثيرًا ما يسمى جمعًا نظرًا إلى المعنى الجنسي.
{مُنْقَعِرٍ}؛ أي: منقلع عن أصله؛ لأن قعر الشيء قراره. ومنه: تقعر فلان في كلامه إذا تعمق فيه. يقال: قعرت النخلة إذا قلعتها من أصلها، وانقعرت؛ أي: انقلعت. وفي "المفردت": {مُنْقَعِرٍ}؛ أي: ذاهب في قعر الأرض. وإنما أراد تعالى أن هؤلاء اجتثوا كما اجتثت النخل الذاهب في قعر الأرض , فلم يبق لهم رسم، ولا أثر. انتهى.
{وَسُعُرٍ} يجوز أن يكون مفردًا؛ أي: جنون. يقال: ناقة مسعورة كالمجنونة في سيرها قال:
كَأَنَّ بِهَا سُعُرًا إِذَا الْعِيْسُ هَزَّهَا ... ذَمِيلٌ وَإِرْخَاءٌ مِنَ السَّيْرِ مُتْعِبُ
يقول: كأنَّ بناقتي جنونًا لقوة سيرها. فالعيس: جمع عيساء، كبيض جمع بيضاء. وهي النوق البيض، حركها ذميل وإرخاء. وهو ضربان من السير، متعب كل منهما. وإسناد الهز إليهما مجاز عقلي من باب الإسناد إلى السبب. ويجوز أن يكون جمع سعير بمعنى نار.
{الأَشِرٌ} هو الشديد البطر والتكبّر. فهي صيغة مبالغة. وقيل: إنه صفة مشبهة، كحذر، ويقظ، ووطف، وعجز. وفي "المختار": وأشر وبطر من باب طرب أو فرح.
{وَاصْطَبِرْ} أصله: اصتبر بوزن افتعل، أبدلت تاء الافتعال طاء لوقوعها بعد حرف إطباق، وهو الصاد، كما دل عليه بيت ابن مالك الذي قدمنا قريبًا.
{مُحْتَضَرٌ}؛ أي: يحضره صاحبه في نوبته. وهو اسم مفعول من احتضر بمعنى حضر. لأن الماء كان مقسومًا بينهم. واحتضر، وحضر بمعنى واحد. {قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ}؛ أي: مقسوم بينهم، لها يوم، ولهم يوم. فالماء قسم من قبيل تسمية المفعول بالمصدر، كضرب الأمير. و {بَيْنَهُمْ} لتغليب العقلاء.
{فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ} أصله: ناديوا، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح، ثم حذفت