وَالشَّهَادَةِ}: منادى مضاف حذف منه حرف النداء، معطوف على النداء الأول ومضاف إليه. {أَنْتَ}: مبتدأ، وجملة {تَحْكُمُ}: خبره، والجملة الاسمية: في محل النصب مقول {قُلِ}. {بَيْنَ عِبَادِكَ}: متعلق بـ {تَحْكُمُ}، {فِي مَا}: متعلق بـ {تَحْكُمُ} أيضًا. {كَانُوا}: فعل ناقص واسمه، وجملة {يَخْتَلِفُونَ}: خبر {كَانُوا}، {فِيهِ}: جار ومجرور متعلق بـ {يَخْتَلِفُونَ}، وجملة {كَانُ} من اسمها وخبرها: صلة لـ {مَا} الموصولة.
فائدة في {اللَّهُمَّ}: مذهب الخليل وسيبويه: أن هذا الاسم لا يوصف؛ لأنه صار عندهم مع الميم بمنزلة الصوت؛ أي: غير متمكن في الاستعمال. وذهب المبرد والزجاج: إلى جواز وصفه بمرفوع على اللفظ، ومنصوب على المحل، وجعل {فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}: صفة له. قال أبو حيان: والصحيح مذهب سيبويه؛ لأنه لم يسمع مثل اللهم الرحمن الرحيم ارحمنا، والآية ونحوها محتملة للنداء. وقال ابن هشام: وإنما قال في {قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} إنه على تقدير (يا)، ولم يجعله صفة على المحل؛ لأنّ عنده أن اسم الله سبحانه وتعالى لما اتصلت به الميم المعوضة عن حرف النداء .. أشبه الأصوات، فلم يجز نعته؛ أي: فقد صار مثل هلا، إذ الميم بمنزلة صوت مضموم إلى اسم الله، مع بقائهما على معنييهما.
{وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (47) وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (48)}.
{وَلَوْ} {الواو}: استئنافية، {لَوْ}: حرف شرط غير جازم. {أَنَّ}: حرف نصب ومصدر. {لِلَّذِينَ}: جار ومجرور، خبر مقدم لـ {أَنَّ} وجملة {ظَلَمُوا}: صلة الموصول، {مَا}: اسم موصول في محل النصب، اسم {أَنَّ} مؤخر عن خبرها. {فِي الْأَرْضِ}: جار ومجرور صلة لـ {مَا} الموصولة، {جَمِيعًا}: حال من اسم {أَنَّ}، {وَمِثْلَهُ}: معطوف على {مَا}، {مَعَهُ}: ظرف متعلق بمحذوف حال من {مِثْلَهُ}؛ أي: حال كون ذلك المثل منضمًا إلى {مَا فِي الْأَرْضِ}، وجملة {أَنَّ} في تأويل مصدر مرفوع على الفاعلية، لفعل محذوف، هو فعل شرط لـ {لَوْ}، تقديره: ولو ثبت كون ما في الأرض للذين ظلموا، ومثله معه .. لافتدوا به من سوء