المنهي عنه في شرعنا، إنما هو مجرد إضاعته لغير غرض صحيح، وأما لغرض صحيح، فقد جاز مثله في شرعنا، كما وقع منه - صلى الله عليه وسلم -، من إكفاء القدور، التي طبخت من الغنيمة قبل القسمة، ولهذا نظائر كثيرة في الشريعة، ومن ذلك ما وقع من الصحابة، من إحراق طعام المحتكر.
وقرأ الجمهور (?): {مَسْحًا}، وزيد بن علي: {مساحًا} على وزن قتال، وقرأ الجمهور: {بِالسُّوقِ} بغير همز على وزن فعل، وهو جمع ساق كدار ودور، وقرأ ابن كثير: {بالسؤق} بالهمز. وقال أبو علي: هي لغة ضعيفة، وليست ضعيفة؛ لأن أبا حيّة النميري، كان يهمز كل واو قبلها ضمة، سماعًا، وكان ينشد:
حب المؤقد بن أبي مؤسى
وجاءت هذه القراءة على هذه اللغة، وقرأ ابن محيصن، وأبو عمران الجوني: {بالسؤوق} بوزن الرؤوس، رواهما بكار عن قنبل، وقرأ زيد بن علي {بِالسَّاقِ} مفردًا اكتفي به عن الجمع لأمن اللبس.
34 - {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ}؛ أي: وعزتي وجلالي لقد ابتلينا سليمان، واختبرناه (?) بمرض عضال {وَأَلْقَيْنا}؛ أي: طرحناه {عَلى كُرْسِيِّهِ} وسرير ملكه حال كونه {جَسَدًا}؛ أي: جسمًا ضعيفًا، لشدة وطأته عليه، والعرب تقول في الضعيف: إنه لحم على وضم، وجسم بلا روح. {ثُمَّ أَنابَ}؛ أي: رجع سليمان بعد إلى حاله الأولى، واستقامت له الأمور كما كان، وما روي من قصص الخاتم، والشيطان، وعبادة الوثن في بيت سليمان، فذلك من أباطيل اليهود، دسوها على المسلمين، وأبي قبولها العلماء الراسخون، ومن ثم قال الحافظ بن كثير: وقد رويت هذه القصة، مطولة عن جماعة من السلف رحمهم الله تعالى كسعيد بن المسيب، وزيد بن أسلم، وجماعة آخرين. وكلها متلقاة من قصص أهل الكتاب، انتهى.