زاوية إلا وهو معمور بما لا يعلمه إلا الله. ولذا أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -، بالتستر في الخلوة، وأن لا يجامع الرجل امرأته عريانين.
165 - {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165)} في مواقف الطاعة، ومواطن الخدمة، قال قتادة: هم الملائكة صفوا أقدامهم، وقال الكلبي: صفوف الملائكة في السماء كصفوف أهل الدنيا في الأرض، قيل (?): إن المسلمين إنما اصطفوا في الصلاة منذ نزلت هذه الآية، وليس يصطف أحد من أهل الملل في صلاتهم غير المسلمين،
166 - {وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (166)}؛ أي: المنزهون لله تعالى، المقدسون له عما أضافه إليه المشركون. وقيل: المصلون. وقيل: المراد بقولهم: {الْمُسَبِّحُونَ} مجموع التسبيح باللسان، وبالصلاة. والمقصود أن هذه الصفات هي صفات الملائكة، وليسوا كما وصفهم به الكفار من أنهم بنات الله سبحانه.
167 - {وَإِنْ كانُوا لَيَقُولُونَ (167)} هذا رجوع إلى الإخبار عن المشركين. و {إِنْ} هي المخففة من الثقيلة، وضمير الشأن محذوف، واللام هي الفارقة بينها وبين النافية. وفي الإتيان بإن المخففة، واللام إشارة إلى أنهم كانوا يقولون ما قالوه مؤكدين جادين، فكم بين أول أمرهم وآخره.
والمعنى: وإن الشأن كانت قريش تقول قبل المبعث المحمدي إذا عيروا بالجهل:
168 - {لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْرًا مِنَ الْأَوَّلِينَ (168)}؛ أي: كتابًا من كتب الأولين من التوراة والإنجيل
169 - {لَكُنَّا عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (169)}؛ أي: لأخلصنا العبادة لله، ولما خالفنا كما خالفوا.
170 - والفاء في قوله: {فَكَفَرُوا بِهِ} عاطفة على محذوف تقديره: فجاءهم ذكر؛ أي ذكر سيد الأذكار، وكتاب مهيمن على سائر الكتب والأسفار. وهو القرآن الكريم فكفروا به، وأنكروه، وقالوا في حقه وفي حق من أنزل عليه ما قالوا. {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}؛ أي: عاقبة كفرهم، وغائلته من المغلوبية في الدنيا والعذاب الأليم في العقبى. وهو وعيد لهم وتهديد.
171 - قوله: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا} جملة مستأنفة مقررة للوعيد. قرأ الجمهور