أي: لمجزيون، جمع مدين، كمبيع من الدين، بكسر الدال بمعنى الجزاء، يقال: دانه يدينه بمعنى: جزاه، نظير باعه يبيعه. {مُطَّلِعُونَ}؛ أي: مشرفون فناظرون إلى أهل النار، من اطلع بمعنى استشرف من باب افتعل. {سَواءِ الْجَحِيمِ}؛ أي: في وسط جهنم. وسمي وسط الشيء، سواء لاستواء المسافة منه، إلى جميع الجوانب، كما مر. {كِدْتَ}؛ أي: قاربت. {لَتُرْدِينِ} لتهلكني بالإغواء. والردى: الهلاك، والإرداء: الإهلاك. أصله: لترديني بياء المتكلم، فحذفت اكتفاء بكسر نون الوقاية ولرعاية الفاصفة. {مِنَ الْمُحْضَرِينَ} من الإحضار، وهو لا يستعمل إلا في الشر، كما في كشف الأسرار؛ أي: لمن المساقين إلى العذاب.
{نَزَلَ} النزل بضمتين أو بضم النون وسكون الزاي: المنزل، وما يهيأ للضيف من الطعام، والجمع أنزال والنزل أيضًا بضمتين: الطعام ذو البركة، والقوم النازلون، وريع ما يزرع ونماؤه، والعطاء، والفضل، والزيادة. ومنه قولهم: العسل ليس من أنزال الأرض؛ أي: من ريعها، وما يحصل منها.
{الزَّقُّومِ} وفي «المفردات»: شجرة الزقوم، عبارة عن أطعمة كريهة في النار، ومنه: استعير زقم فلان، وتزقّم إذا ابتلع شيئًا كريها. قال في «القاموس»: الزقَّم: اللقم، والتزقم: التلقم، وأزقمه فازدقمه أبلعه فابتلعه، والزقوم كتنور: الزبد بالتمر، وشجرة بجهنم، ونبات بالبادية له زهر ياسميني الشكل، وطعام أهل النار، وفي «الخازن»: والزقوم: ثمر شجرة خبيثة مرة كريهة الطعم، يكره أهل النار على تناولها، فهم يتزقمونه على أشد كراهية. وقيل: هي شجرة تكون بأرض تهامة من أخبث الشجر. {طَلْعُها}؛ أي: حملها وثمرها، والطلع في الحقيقة اسم لثمر النخيل في أول بروزه، فإطلاقه على ثمر هذه الشجرة مجاز بالاستعارة، كما سيأتي في مبحث البلاغة. والطلع من النخل شيء يخرج منه، كأنه نعلان مطبقان، والحمل بينهما منضود، وما يبدو من ثمرته في أول ظهورها. {فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ} جمع مالىء اسم فاعل من ملأ المهموز. والملء: حشو الإناء لا يحتمل الزيادة عليه، يقال: ملأ الإناء ماء يملؤه فهو مالىء ومملوء، والبطون جمع بطن، وهو خلاف الظهر في كل شيء.