{لَشَوْبًا} والشوب: الخلط، وهو بفتح الشين مصدر على أصله، وقيل: يراد به: اسم المفعول، ويدل على قراءة بعضهم {لشوبا} بالضم. قال الزجاج: المفتوح مصدر، والمضموم اسم بمعنى: المشوب كالنقض بمعنى: المنقوض، والفعل منه شابه يشوبه، من باب قال إذا خلطه فهو الخلط. {مِنْ حَمِيمٍ} والحميم: الماء الحار الذي قد انتهى حره، وهو المقصود، هنا، ويطلق على الماء البارد، فهو من الأضداد.

{أَلْفَوْا آباءَهُمْ}؛ أي: وجدوا من الإلفاء، وهو الوجدان. {عَلى آثارِهِمْ}؛ أي: آثار الآباء، جمع أثر. {يُهْرَعُونَ}؛ أي: يسرعون إسراعًا شديدًا. والإهراع: الإسراع الشديد، كأنهم يزعجون ويحثون حثًا على الإسراع على آثارهم. وفي «المصباح»: هرع وأهرع بالبناء للمفعول فيهما؛ إذا أُعجل، اهـ. {مِنَ الْكَرْبِ} والكرب: الغم الشديد، والكربة كالغمة. وأصل ذلك من كرب الأرض، وهو قلبها بالحفر، فالغم يثير النفس إثارة ذلك، ويصح أن يكون الكرب من كربت الشمس إذا دنت للمغيب.

{وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ} في «المختار»: الشيعة: أتباع الرجل وأنصاره. وفي «المصباح»: الشيعة: الأتباع والأنصار، وكل قوم اجتمعوا على أمر فهم شيعة، ثم صارت الشيعة اسمًا لجماعة مخصوصة، والجمع: شيع مثل: سدرة وسدر، والأشياع جمع الجمع، انتهى. مأخوذ من الشياع، وهو الحطب الصغار الذي يوقد به الكبار حتى تستوقد، اهـ «قرطبي». وفي «الأساس»: شيعته يوم رحيله، وشايعتك على كذا تابعتك عليه، وتشايعوا على الأمر، وهو شيعته وشيعه وأشياعه، وهذا الغلام شيع أخيه، إذا ولد بعده، وآتيك غدًا أو شيعه. قال الشاعر:

قَالَ الخَليطُ غَدًا تَصُدُّ عَنَّا ... أَو شِيَعَه أَفَلا تُشَيِّعَنَا

وأقمت عنده شهرًا أو شيع شهر، وكان معه مئة رجل، أو شيع ذلك، ونزلوا موضع كذا، أو شيعه، وشاع الحديث والسر، وأشاعه صاحبه، ورجل مشياع مذياع، وشاع في رأسه الشيب، وشاعكم الله تعالى بالسلام، وشاعكم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015