قعر بيتها".
وقرأ الجمهور (?): {وقِرن} بكسر القاف من وقر يقر وقارًا إذا سكن، والأمر منه: قر بكسر القاف، وللنساء قرن مثل عدن وزن من وعد يعد، وأصله: أوقرن.
وقرأ نافع وعاصم وأبو جعفر: بفتح القاف، أمر من قر يقر بفتح القاف في المضارع من باب: علم، أصله: اقررن. وقرأ ابن أبي عبلة: {واقرِرن} بألف الوصل وكسر الراء الأولى، وسيأتي البحث عن تصريف كل قراءة في مبحثه إن شاء الله تعالى.
{وَلَا تَبَرَّجْنَ}؛ أي: ولا تبدين زينتكن ومحاسنكن للرجال {تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}؛ أي: تبرجًا مثل تبرج نساء أهل الجاهلية الأولى؛ أي: إظهارًا مثل إظهار نساء أهل الجاهلية الأولى زينتها ومحاسنها للرجال، أو المعنى: {وَلَا تَبَرَّجْنَ}؛ أي: ولا تتبخترن في (?) مشيكن تبرجًا وتبخترًا مثل تبرج وتبختر نساء أهل الجاهلية الأولى في مشيتها.
والتبرج (?): أن تبدي المرأة من زينتها ومحاسنها ما يجب عليها ستره، مما تستدعي به شهوة الرجل. قال المبرد: هو مأخوذ من البرج بمعنى: السعة، يقال: في أسنانه برج: إذا كانت متفرقة، وقيل: التبرج: هو التبختر في المشي، وهذا ضعيف جدًا، وقد اختلف (?) في المراد بالجاهلية الأولى، فقيل: ما بين آدم ونوح، وقيل: ما بين نوح وإدريس، وقيل: ما بين نوح وإبراهيم، وقيل: ما بين موسى وعيسى، والجاهلية الأخرى: ما بين عيسى ومحمد - صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين - وقيل: الجاهلية الأولى: جاهلية الكفر قبل الإِسلام، والجاهلية الأخرى: جاهلية الفسوق والفجور في الإِسلام، وقال المبرد: الجاهلية الأولى، كما تقول: الجاهلية الجهلاء. قال: وكان نساء الجاهلية تظهر ما يقبح إظهاره، حتى كانت المرأة تجلس مع زوجها وخليلها، فينفرد خليلها بما فوق الإزار إلى أعلى، وينفرد زوجها بما دون الإزار إلى أسفل، وربما سأل أحدهما صاحبه البدل.