عقل إذا أتى عليه عمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يهيىء كفنه.
والثاني: أن الفرار لا يزيد في الآجال، ومن أسوأ حالًا ممن سعى لتبديل الآجال والأرزاق، ورجاء دفع ما قدر له أنه لاقٍ، وأنه لا يقيه منه واقٍ.
والثالث: أن من اتخذ الله سبحانه وليًا ونصيرًا .. نال ما يتمناه قليلًا وكثيرًا، ونصر أميرًا وفقيرًا، وطاب له وقته مطلقًا وأسيرًا، فثبت ثبات الجبال، وعامل معاملة الرجال، نسأل الله سبحانه أن يعصمنا من الفرار من نحو بابه، والإقبال على الإدبار عن جنابه، إنه الولي النصير، ذو الفضل الكثير.
الإعراب
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (1) وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (2) وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (3)}:
{يَا أَيُّهَا} {يا}: حرف نداء، {أي}: منادى نكرة مقصودة، و {الهاء}: حرف تنبيه زائد، {النَّبِيُّ}: صفة لـ {أي} أو بدل منه، وجملة النداء: مستأنفة، {اتَّقِ اللَّهَ}: فعل أمر وفاعل مستتر يعود على {النَّبِيُّ} ومفعول به، والجملة الفعلية: جواب النداء لا محل لها من الإعراب، {وَلَا تُطِعِ}: {الواو}: عاطفة، {لا}: ناهية جازمة، {تُطِعِ}: فعل مضارع مجزوم بـ {لا} الناهية، وفاعله: ضمير يعود على {النَّبِيُّ}، والجملة: معطوفة على جملة {اتَّقِ اللَّهَ}، {الْكَافِرِينَ}: مفعول به، {وَالْمُنَافِقِينَ}: معطوف عليه. {إِنَّ اللَّهَ}: ناصب واسمه، {كَانَ}: فعل ماض ناقص واسمه ضمير يعود على {اللَّهَ}، {عَلِيمًا}: خبر أول له، {حَكِيمًا}: خبر ثان، وجملة {كَانَ}: في محل الرفع خبر {إِنَّ}، وجملة {إِنَّ}: مستأنفة مسوقة لتعليل ما قبلها. {وَاتَّبِعْ}: فعل أمر وفاعل مستتر يعود على {النَّبِيُّ} - صلى الله عليه وسلم -، {مَا}: اسم موصول في محل النصب مفعول به، والجملة: معطوفة على جملة {اتَّقِ اللَّهَ}، {يُوحَى}: فعل مضارع مغير الصيغة، ونائب فاعله: ضمير يعود على {مَا}، {إِلَيْكَ}: متعلق به، {مِنْ