القسم فقال: أقسم بيوم القيامة , فرقاً بين اليمين المستأنفة وبين اليمين تكون مجدداً , قاله الفراء. وقرأ الحسن: لأقْسِمُ بيوم القيامة , فجعلها لاماً دخلت على ما أُقسم إثباتاً للقسم , وهي قراءة ابن كثير. {ولا أُقْسِم بالنّفْسِ اللوّامةِ} فيه وجهان: أحدهما: أنه تعالى أقسم بالنفس اللوامة كما أقسم بيوم القيامة فيكونان قَسَمَيْن , قاله قتادة. الثاني: أنه أقسم بيوم القيامة ولم يقسم بالنفس اللوامة , قاله الحسن , ويكون تقدير الكلام: أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة. وفي وصفها باللوامة قولان: أحدهما: أنها صفة مدح , وهو قول من جعلها قسماً: الثاني: أنها صفة ذم , وهو قول من نفى أن يكون قسماً. فمن جعلها صفة مدح فلهم في تأويلها ثلاثة أوجه: أحدها: أنها التي تلوم على ما فات وتندم , قاله مجاهد , فتلوم نفسها على الشر لم فعلته , وعلى الخير أن لم تستكثر منه. الثاني: أنها ذات اللوم , حكاه ابن عيسى. الثالث: أنها التي تلوم نفسها بما تلوم عليه غيرها. فعلى هذه الوجوه الثلاثة تكون اللوامة بمعنى اللائمة. ومن جعلها صفة ذم فلهم في تأويلها ثلاثة أوجه: أحدها: أنها المذمومة , قاله ابن عباس. الثاني: أنها التي تلام على سوء ما فعلت. الثالث: أنها التي لا صبر لها على محن الدنيا وشدائدها , فهي كثيرة اللوم فيها , فعلى هذه الوجوه الثلاثة تكون اللوامة بمعنى الملومة. {أيَحْسَب الإنسان} يعني الكافر. {أنْ لن نَجْمَعَ عِظامَه} فنعيدها خلقاً جديداً بعد أن صارت رفاتاً.