وقَالَ بَعْضُهُمْ في قوله: (وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ): أي: وهم يدخلون في الإسلام.
وقيل: يسلمون.
وقَالَ بَعْضُهُمْ: (وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ): بقية من بقي في مكة من المسلمين، فلما خرجوا منها قال: (وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ ... (34)
وروي عن أبي هريرة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قال: فيكم أمانان:
أحدهما: رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -؛ لقول اللَّه تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ).
والآخر: الاستغفار؛ لقول اللَّه تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).
قال: فذهب أمان، وهو رسول اللَّه، وبقي أمان، وهو الاستغفار.
وعن ابن عَبَّاسٍ - رضي اللَّه عنهما - قال: إن اللَّه جعل في هذه الأمة أمانين؛ لا يزالون معصومين من قوارع العذاب ما داما بين أظهرهم؛ فأمان قبضه اللَّه إليه، وأمان بقي فيكم، وهو الاستغفار الذي ذكر.
وروي عن عبد اللَّه بن عمر أن رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - كان ساجدًا في آخر سجوده في صلاة الآيات، فقال: " أف! أف! "، فقال: " رب ألم تعدني ألا تعذبهم وأنا فيهم؟ رب ألم تعدني ألا تعذبهم وهم يستغفرون ".