(أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ).
قَالَ الْقُتَبِيُّ: شديد؛ وكذلك قال أَبُو عَوْسَجَةَ.
وقال غيره: أي: موجع، وهو واحد.
وقال الحسن: (وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ) على الوقف، ثم قال: (بئيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ).
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ ... (166)
قال أَبُو عَوْسَجَةَ: قوله: (عَتَوْا) أي: استكبروا؛ يقال: عتا يعتو عتوًّا، وكأن العتو هو النهاية في البأس، فكذلك قيل في قوله: (عَتَوْا) بائسًا، لكن سمي مرة: قساوة، ومرة: استكبارًا.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ).
قَالَ بَعْضُهُمْ: حولت صورتهم وجسدهم صورة القردة، وكانت عقولهم على حالها عقول البشر لم تحول؛ ليعلموا تعذيب اللَّه إياهم وما أصابهم بهتكهم حرم اللَّه.
وقال قائلون: حول طباعهم طباع القردة، وأما الصورة والجسد على حاله.
وليس لنا إلى معرفة ذلك حاجة.
وقوله: (خَاسِئِينَ) قَالَ بَعْضُهُمْ: هو من خسأ الكلب: صار قاصيًا مبعدًا؛ يقال: خسأته.
وقال أَبُو عَوْسَجَةَ: (خَاسِئِينَ): مبعدين؛ وكذلك قال في قوله: (اخْسَئُوا فِيهَا) أي: ابعدوا فيها وارجعوا فيها؛ يقال: خسأت فلانًا وأخسأته، أي: باعدته، فخسأ، أي: تباعد.