(74)

(75)

أَلِيمٌ)، وفي مواضع أخر: (فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ)، فهذا يدل على أنه إنما أراد بالعذاب الأليم عذاب الدنيا لا عذاب الآخرة؛ لأنه قد يأخذهم عذاب الآخرة بكفرهم، فالوعيد بأخذ العذاب لهم عذاب الدنيا، واللَّه أعلم.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ ... (74) قد ذكرنا تأويله في قصة هود.

(وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ).

قيل: أنزلكم فيها تتخذون من سهولها قصورًا.

(وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا) يذكرهم - عَزَّ وَجَلَّ - ما أنعم عليهم من سعة المال، وبسط الرزق لهم، وما خصهم من اتخاذ البيوت من الجبال دون غيرهم من الناس، خص هؤلا بسعة الرزق وبسط الأموال، وقوم هود بالقوة والبطش، بقوله: (وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً)، وقال في آية أخرى: (وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً)، وقال: (وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ)، كان خصهم بفضل القوة والبطش والطول من بين غيرهم، وهَؤُلَاءِ بسعة الأرزاق لهم وبسط الأموال، (فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ)، من السعة في الأموال والبسط، وبما جعلكم خلفاء من بعد عاد، وبما أقدركم على اتخاذ البيوت من الجبال لم يقدر على مثله أحد؛ لأن غيرهم من الخلائق إنما ينتفعون بالجبال على ما هي عليها، وأما هم فقد مكّن لهم على نحتها واتخاذها بيوتًا.

(وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ).

أي: اذكروا نعمته، ولا تشركوا في عبادتكم غيره.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ... (75)

قد ذكرنا أن الملأ من قومه هم كبراؤهم وسادتهم، استكبروا عليه لما رأوه دون أنفسهم في أمر الدنيا، فلم يتبعوه.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015