إن من مقتضى هذه الآية الكريمة أن يعظم اسم الله سبحانه وتعالى: {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ} [الرحمن:78]، فمن تعظيم الله عز وجل أن يصان عن أي شيء يتنافى مع إكرامه.
يقول عبد الله بن عون رحمه الله تعالى: كان محمد بن سيرين يكره أن يشتري بهذه الدنانير المحدثة والدراهم التي عليها اسم الله.
مع أن هناك بوناً شاسعاً بين امتهان اسم الله عز وجل بأن يكتب على الدنانير الذهبية، وبين ما يحصل الآن من كتابتها على أوراق الجرائد وكذا وكذا ثم يمتهن الاسم الكريم، فهذا يتصادم مع مقتضى قوله تعالى: ((تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ))، وبعض الناس يتساهلون في هذا الجانب، فتجد من يكتب شعار: الله أكبر, أو ما شاء الله إلى آخره على الجدران أو السيارات، وهذا لا ينبغي، فاسم الجلالة لا يستعمل هذا الاستعمال.
فما ينبغي التهاون في مثل هذا الأمر، وأعداء الإسلام والكفرة الآن إذا أرادوا أن يغيظوا المسلمين فإنهم يقومون بإهانة اسم الله سبحانه وتعالى، فما يليق بالمسلم أبداً أن يمتهن اسم الله عز وجل، وإذا تعمد ذلك فإنه يكفر.
وقد نص العلماء على أن من آداب قضاء الحاجة أنه لا يجوز أبداًَ أن يتم الاستنجاء بما هو محترم، ومع ذلك نجد تهاون الناس تهاوناً شديداً جداً في التعامل مع أوراق الجرائد, فتجد من يصلي عليها ويطأ على اسم الله المكتوب على الجرائد، وهذه الجرائد المكتوبة بالعربية لا يمكن أن تخلو من اسم الله، صحيح قد لا يوجد فيها ذكر الله على سبيل الكلام الديني إلا ما ندر، ولكن لن تخلو من اسم وزير أو مسئول أو مدير أو شخص اسمه عبد الله أو عبد الرحمن أو نحو ذلك من أسماء الله، فإذا وطئت عليه كأنك أهنت اسم الله سبحانه وتعالى، كذلك لا ينبغي أن تلف البضائع في الجرائد، وينبغي الاجتهاد في التنزه من هذا الفعل.