عالج الإسلام قضية ارتفاع عدد الإناث عن عدد الذكور، فأباح التعدد بضوابطه التي سنبينها، فإن البعض ينظر إلى التعدد نظرة معكوسة، فيقبل أن يكون للزوج عشيقة، ولا يقبل أن يكون له زوجة أخرى، ويتهم الرجل في دينه إن تزوج بأخرى، إن الإسلام جاء وقد كان العرب يجمع الرجل منهم بين عشر نسوة وأكثر، فالإسلام لم ينشئ التعدد وإنما وضع له ضوابط وحدوداً، ومن الصحابة من أسلم وتحته عشر من النساء فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يطلق ستًا وأن يمسك أربعاً، وهذا الكلام غريب على أسماعنا، فقد يقول البعض: كيف الزواج بأربع يا شيخ، ونحن الآن في مجتمع ينظر إلى هذه الظاهرة باستغراب؛ لذلك لا بد أن تتعدل النظرة إلى الأمور الشرعية؟ نقول: حينما يزداد عدد النساء عن عدد الرجال كما هو الواقع، فإن المرأة تحتاج إلى رجل، فإن لم تجد رجلاً عن طريق الزواج بحثت عنه بغير ذلك، حتى تتم المعادلة ويتحقق التوازن، فهل الأفضل لمجتمعنا أن يجمع الرجل بين امرأة واثنتين وثلاث بشرط أن يعدل بينهن كما أمره الله، أم يتزوج امرأة ويعدد العشيقات، إنهم يعيبون علينا مسألة تعدد الزوجات، ولا يعيبون على أنفسهم تعدد الأزواج، ففي حضارتهم للمرأة أكثر من رجل، تتنقل من رجل إلى آخر، وهو يفعل ما يشاء، وهي تفعل ما تشاء.