وَالْأَسْمَاءِ إِذَا حَلَّتْ مَحَلَّ الْأَمْرِ، وَأَدَّتْ عَنْ مَعْنَى الْأَمْرِ نَصَبَتْهَا، فَيَقُولُونَ: شُكْرًا لِلَّهِ يَا فُلَانُ، وَحَمْدًا لَهُ، بِمَعْنَى: أَشْكُرُ اللَّهَ وَأَحْمَدُهُ، وَالصَّلَاةَ الصَّلَاةَ: بِمَعْنَى صَلُّوا. وَيَقُولُونَ فِي الْأَسْمَاءِ: اللَّهَ اللَّهَ يَا قَوْمُ، وَلَوْ رُفِعَ بِمَعْنَى هُوَ اللَّهُ، أَوْ هَذَا اللَّهُ وَوُجِّهَ إِلَى الْخَبَرِ وَفِيهِ تَأْوِيلُ الْآمِرِ كَانَ جَائِزًا، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ:
[البحر الخفيف]
إِنَّ قَوْمًا مِنْهُمْ عُمَيْرٌ وَأَشْبَا ... هُ عُمَيْرٍ وَمِنْهُمُ السَّفَّاحُ
لَجَدِيرُونَ بِالْوَفَاءِ إِذَا قَا ... لَ أَخُو النَّجْدَةِ السِّلَاحُ السِّلَاحُ
وَلَوْ كَانَ قَوْلُهُ: {غُفْرَانَكَ رَبَّنَا} [البقرة: 285] جَاءَ رَفْعًا فِي الْقِرَاءَةِ لَمْ يَكُنْ خَطَأً، بَلْ كَانَ صَوَابًا عَلَى مَا وَصَفْنَا. وَقَدْ ذُكِرَ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَنَاءً مِنَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَى أُمَّتِهِ، قَالَ لَهُ جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَحْسَنَ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَّتِكَ الثَّنَاءَ، فَسَلْ رَبَّكَ»