وقوله: الذي يوسوس في صدور الناس يعني بذلك: الشيطان الوسواس، الذي يوسوس في صدور الناس: جنهم وإنسهم. فإن قال قائل: فالجن ناس، فيقال: الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس: قيل: قد سماهم الله في هذا الموضع ناسا، كما سماهم في موضع آخر رجالا،

وَقَوْلُهُ: {الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ} [الناس: 5] يَعْنِي بِذَلِكَ: الشَّيْطَانَ الْوَسْوَاسَ، الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ: جِنِّهِمْ وَإِنْسِهِمْ. فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: فَالْجِنُّ نَاسٌ، فَيُقَالُ: الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} [هود: 119] : قِيلَ: قَدْ سَمَّاهُمُ اللَّهُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ نَاسًا، كَمَا سَمَّاهُمْ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ رِجَالًا، فَقَالَ: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ} [الجن: 6] فَجَعَلَ الْجِنَّ رِجَالًا، وَكَذَلِكَ جَعَلَ مِنْهُمْ نَاسًا. وَقَدْ ذُكِرَ عَنْ بَعْضِ الْعَرَبِ أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ يُحَدِّثُ، إِذْ جَاءَ قَوْمٌ مِنَ الْجِنِّ فَوَقَفُوا، فَقِيلَ: مَنْ أَنْتُمْ؟ فَقَالُوا: نَاسٌ مِنَ الْجِنِّ، فَجَعَلَ مِنْهُمْ نَاسًا، فَكَذَلِكَ مَا فِي التَّنْزِيلِ مِنْ ذَلِكَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015