وقوله: إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات اختلف أهل التأويل في معنى هذا الاستثناء، فقال بعضهم: هو استثناء صحيح من قوله ثم رددناه أسفل سافلين قالوا: وإنما جاز استثناء الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وهم جمع، من الهاء في قوله ثم رددناه وهي كناية الإنسان،

وَقَوْلُهُ: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [الشعراء: 227] اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي مَعْنَى هَذَا الِاسْتِثْنَاءِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ اسْتِثْنَاءٌ صَحِيحٌ مِنْ قَوْلِهِ {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ} [التين: 5] قَالُوا: وَإِنَّمَا جَازَ اسْتِثْنَاءُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ، وَهُمْ جَمْعٌ، مِنَ الْهَاءِ فِي قَوْلِهِ {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ} [التين: 5] وَهِيَ كِنَايَةُ الْإِنْسَانِ، وَالْإِنْسَانُ فِي لَفْظِ وَاحِدٍ، لِأَنَّ -[517]- الْإِنْسَانَ وَإِنْ كَانَ فِي لَفْظِ وَاحِدٍ، فَإِنَّهُ فِي مَعْنَى الْجَمْعِ، لِأَنَّهُ بِمَعْنَى الْجِنْسِ، كَمَا قِيلَ: {وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} [العصر: 2] قَالُوا: وَكَذَلِكَ جَازَ أَنْ يُقَالَ: {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ} [التين: 5] فَيُضَافُ أَفْعَلُ إِلَى جَمَاعَةٍ، وَقَالُوا: وَلَوْ كَانَ مَقْصُودًا بِهِ قَصْدَ وَاحِدٍ بِعَيْنِهِ، لَمْ يَجُزْ ذَلِكَ، كَمَا لَا يُقَالُ: هَذَا أَفْضَلُ قَائِمَيْنَ، وَلَكِنْ يُقَالُ: هَذَا أَفْضَلُ قَائِمٍ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015