وقوله: بل لا تكرمون اليتيم يقول تعالى ذكره: بل إنما أهنت من أهنت من أجل أنه لا يكرم اليتيم، فأخرج الكلام على الخطاب، فقال: بل لستم تكرمون اليتيم، فلذلك أهنتكم ولا تحاضون على طعام المسكين اختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأه من أهل المدينة أبو جعفر

وَقَوْلُهُ: {بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ} [الفجر: 17] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: بَلْ إِنَّمَا أَهَنْتُ مَنْ أَهَنْتُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ لَا يُكْرَمُ الْيَتِيمُ، فَأَخْرَجَ الْكَلَامَ عَلَى الْخَطَّابِ، فَقَالَ: بَلْ لَسْتُمْ تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ، فَلِذَلِكَ أَهَنْتُكُمْ {وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينَ} [الفجر: 18] اخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَهُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَبُو جَعْفَرٍ وَعَامَّةُ قُرَّاءِ الْكُوفَةِ {بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ وَلَا تَحَاضُّونَ} [الفجر: 18] بِالتَّاءِ أَيْضًا وَفَتْحِهَا، وَإِثْبَاتِ الْأَلِفِ فِيهَا، بِمَعْنَى: وَلَا يَحُضُّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ. وَقَرَأَ ذَلِكَ بَعْضُ قُرَّاءِ مَكَّةَ وَعَامَّةُ قُرَّاءِ الْمَدِينَةِ، بِالتَّاءِ وَفَتْحِهَا وَحَذْفِ الْأَلِفِ: وَلَا (تَحُضُّونَ) بِمَعْنَى: وَلَا تَأْمُرُونَ بِإِطْعَامِ الْمِسْكِينِ. وَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْبَصْرَةِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015