وَقَالَ آخَرُونَ: مَعْنَى النِّسْيَانِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ: التَّرْكُ؛ وَقَالُوا: مَعْنَى الْكَلَامِ: سَنُقْرِئُكَ يَا مُحَمَّدُ فَلَا تَتْرُكِ الْعَمَلَ بِشَيْءٍ مِنْهُ، إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَتْرُكَ الْعَمَلَ بِهِ، مِمَّا نَنْسَخُهُ. وَكَانَ بَعْضُ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ يَقُولُ فِي ذَلِكَ: لَمْ يَشَأِ اللَّهُ أَنْ تَنْسَى شَيْئًا، وَهُوَ كَقَوْلِهِ: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} وَلَا يَشَاءُ. قَالَ: وَأَنْتَ قَائِلٌ فِي الْكَلَامِ: لَأُعْطِيَنَّكَ كُلَّ مَا سَأَلْتَ إِلَّا مَا شِئْتَ، وَإِلَّا أَنْ أَشَاءَ أَنْ أَمْنَعَكَ، وَالنِّيَّةُ أَنْ لَا تَمْنَعَهُ، وَلَا تَشَاءَ شَيْئًا. قَالَ: وَعَلَى هَذَا مَجَارِي الْأَيْمَانُ، يُسْتَثْنَى فِيهَا، وَنِيَّةُ الْحَالِفِ: اللِّمَامُ. وَالْقَوْلُ الَّذِي هُوَ أَوْلَى بِالصَّوَابِ عِنْدِي، قَوْلُ مَنْ قَالَ: مَعْنَى ذَلِكَ: فَلَا تَنْسَى إِلَّا أَنْ نَشَاءَ نَحْنُ أَنْ نُنْسِيَكَهُ بِنَسْخِهِ وَرَفْعِهِ. وَإِنَّمَا قُلْنَا ذَلِكَ أَوْلَى بِالصَّوَابِ، لِأَنَّ ذَلِكَ أَظْهَرُ مَعَانِيهِ