وقوله: فيعتذرون رفعا عطفا على قوله: ولا يؤذن لهم وإنما اختير ذلك على النصب وقبله جحد، لأنه رأس آية قرن بينه وبين سائر رءوس الآيات التي قبلها، ولو كان جاء نصبا كان جائزا، كما قال: لا يقضى عليهم فيموتوا وكل ذلك جائز فيه، أعني الرفع والنصب، كما قيل

وَقَوْلُهُ: {فَيَعْتَذِرُونَ} [المرسلات: 36] رَفْعًا عَطْفًا عَلَى قَوْلِهِ: {وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ} [المرسلات: 36] وَإِنَّمَا اخْتِيرَ ذَلِكَ عَلَى النَّصْبِ وَقَبْلَهُ جَحْدٌ، لِأَنَّهُ رَأْسُ آيَةٍ قُرِنَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَائِرِ رُءُوسِ الْآيَاتِ الَّتِي قَبْلَهَا، وَلَوْ كَانَ جَاءَ نَصْبًا كَانَ جَائِزًا، كَمَا قَالَ: {لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا} [فاطر: 36] وَكُلُّ ذَلِكَ جَائِزٌ فِيهِ، أَعْنِي الرَّفْعَ وَالنَّصْبَ، كَمَا قِيلَ: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ} [البقرة: 245] رَفْعًا وَنَصْبًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015