القول في تأويل قوله تعالى: وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدكر وكل شيء فعلوه في الزبر يقول تعالى ذكره: وما أمرنا للشيء إذا أمرناه وأردنا أن نكونه إلا قولة واحدة: كن فيكون، لا مراجعة فيها ولا مرادة كلمح بالبصر يقول جل ثناؤه

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُّدَّكِرٍ وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي -[164]- الزُّبُرِ} [القمر: 51] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَمَا أَمْرُنَا لِلشَّيْءِ إِذَا أَمَرْنَاهُ وَأَرَدْنَا أَنْ نُكَوِّنُهُ إِلَّا قَوْلَةٌ وَاحِدَةٌ: كُنْ فَيَكُونَ، لَا مُرَاجَعَةَ فِيهَا وَلَا مُرَادَّةَ {كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} [القمر: 50] يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: فَيُوجَدُ مَا أَمَرْنَاهُ وَقُلْنَا لَهُ: كُنْ كَسُرْعَةِ اللَّمْحِ بِالْبَصَرِ لَا يُبْطِئُ وَلَا يَتَأَخَّرُ، يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِمُشْرِكِي قُرَيْشٍ الَّذِينَ كَذَّبُوا رَسُولَهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ مَعْشَرَ قُرَيْشٍ مِنَ الْأُمَمِ السَّالِفَةِ وَالْقُرُونِ الْخَالِيَةِ، عَلَى مِثْلِ الَّذِي أَنْتُمْ عَلَيْهِ مِنَ الْكُفْرِ بِاللَّهِ، وَتَكْذِيبِ رُسُلِهِ {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرِ} [القمر: 15] يَقُولُ: فَهَلْ مِنْ مُتَّعِظٍ بِذَلِكَ مُنْزَجِرٍ يَنْزَجِرُ بِهِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015