القول في تأويل قوله تعالى: وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى وأن إلى ربك المنتهى وأنه هو أضحك وأبكى قوله جل ثناؤه: وأن سعيه سوف يرى يقول تعالى ذكره: وأن عمل كل عامل سوف يراه يوم القيامة، من ورد القيامة بالجزاء الذي يجازى عليه، خيرا كان أو شرا

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى} [النجم: 41] قَوْلُهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى} [النجم: 40] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَأَنَّ عَمَلَ كُلِّ عَامِلٍ سَوْفَ يَرَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، مَنْ وَرَدَ الْقِيَامَةَ بِالْجَزَاءِ الَّذِي يُجَازَى عَلَيْهِ، خَيْرًا كَانَ أَوْ شَرًّا، لَا يُؤَاخَذُ بِعُقُوبَةِ ذَنْبٍ غَيْرَ عَامِلِهِ، وَلَا يُثَابُ عَلَى صَالِحٍ عَمِلَهُ عَامِلٌ غَيْرُهُ وَإِنَّمَا عَنَى بِذَلِكَ: الَّذِي رَجَعَ عَنْ إِسْلَامِهِ بِضَمَانِ -[81]- صَاحِبِهِ لَهُ أَنْ يَتَحَمَّلَ عَنْهُ الْعَذَابَ، أَنَّ ضَمَانَهُ ذَلِكَ لَا يَنْفَعُهُ، وَلَا يُغْنِي عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَيْئًا، لِأَنَّ كُلَّ عَامِلٍ فَبِعَمَلِهِ مَأْخُوذٌ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015