وقوله: إن نظن إلا ظنا يقول: وقلتم ما نظن أن الساعة آتية إلا ظنا وما نحن بمستيقنين أنها جائية، ولا أنها كائنة واختلفت القراء في قراءة قوله: والساعة لا ريب فيها فقرأت ذلك عامة قراء المدينة والبصرة وبعض قراء الكوفة والساعة رفعا على الابتداء وقرأته عامة

وَقَوْلُهُ: {إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا} [الجاثية: 32] يَقُولُ: وَقُلْتُمْ مَا نَظُنُّ أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ إِلَّا ظَنًّا {وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ} [الجاثية: 32] أَنَّهَا جَائِيَةٌ، وَلَا أَنَّهَا كَائِنَةٌ وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ قَوْلِهِ: {وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا} [الجاثية: 32] فَقَرَأَتْ ذَلِكَ عَامَّةُ -[108]- قُرَّاءِ الْمَدِينَةِ وَالْبَصْرَةِ وَبَعْضُ قُرَّاءِ الْكُوفَةِ وَ {السَّاعَةُ} [الأنعام: 31] رَفْعًا عَلَى الِابْتِدَاءِ وَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْكُوفَةِ وَ (السَّاعَةَ) نَصْبًا عَطْفًا بِهَا عَلَى قَوْلِهِ: {إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} [يونس: 55] وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا، أَنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مُسْتَفِيضَتَانِ فِي قِرَاءَةِ الْأَمْصَارِ صَحِيحَتَا الْمَخْرَجِ فِي الْعَرَبِيَّةِ مُتَقَارِبَتَا الْمَعْنَى، فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئُ فَمُصِيبٌ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015