وقوله: أم حسب الذين اجترحوا السيئات يقول تعالى ذكره: أم ظن الذين اجترحوا السيئات من الأعمال في الدنيا، وكذبوا رسل الله، وخالفوا أمر ربهم، وعبدوا غيره، أن نجعلهم في الآخرة، كالذين آمنوا بالله وصدقوا رسله وعملوا الصالحات، فأطاعوا الله، وأخلصوا له

وَقَوْلُهُ: {أَمْ حَسَبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ} [الجاثية: 21] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: أَمْ ظَنَّ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ مِنَ الْأَعْمَالِ فِي الدُّنْيَا، وَكَذَّبُوا رُسُلَ اللَّهِ، وَخَالَفُوا أَمْرَ رَبِّهِمْ، وعَبَدُوا غَيْرَهُ، أَنْ نَجْعَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ، كَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَصَدَّقُوا رُسُلَهُ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ، فَأَطَاعُوا اللَّهَ، وَأَخْلَصُوا لَهُ الْعِبَادَةَ دُونَ مَا سِوَاهُ مِنَ الْأَنْدَادِ وَالْآلِهَةِ، -[88]- كَلَّا مَا كَانَ اللَّهُ لِيَفْعَلَ ذَلِكَ، لَقَدْ مَيَّزَ بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ، فَجَعَلَ حِزْبَ الْإِيمَانِ فِي الْجَنَّةِ، وَحِزْبَ الْكُفْرِ فِي السَّعِيرِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015