القول في تأويل قوله تعالى: الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون يقول تعالى ذكره: الله أيها القوم، الذي لا تنبغي الألوهة إلا له، الذي أنعم عليكم هذه النعم، التي بينها لكم في هذه الآيات، وهو أنه سخر لكم البحر

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [الجاثية: 12] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: اللَّهُ أَيُّهَا الْقَوْمُ، الَّذِي لَا تَنْبَغِي الْأُلُوهَةُ إِلَّا لَهُ، الَّذِي أَنْعَمَ عَلَيْكُمْ هَذِهِ النِّعَمَ، الَّتِي بَيَّنَهَا لَكُمْ فِي هَذِهِ الْآيَاتِ، وَهُوَ أَنَّهُ {سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ} [الجاثية: 12] السُّفُنُ {فِيهِ بِأَمْرِهِ} [الجاثية: 12] لِمَعَايِشِكُمْ وَتَصَرُّفِكُمْ فِي الْبِلَادِ لِطَلَبِ فَضْلِهِ فِيهَا، وَلِتَشْكُرُوا رَبَّكُمْ عَلَى تَسْخِيرِهِ ذَلِكَ لَكُمْ فَتَعْبُدُوهُ وَتُطِيعُوهُ فِيمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ، وَيَنْهَاكُمْ عَنْهُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015