القول في تأويل قوله تعالى: واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون يقول تبارك وتعالى: وفي اختلاف الليل والنهار أيها الناس، تعاقبهما عليكم، هذا بظلمته وسواده وهذا بنوره وضيائه وما

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [الجاثية: 5]-[74]- يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: وَفِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَيُّهَا النَّاسُ، تَعَاقُبِهِمَا عَلَيْكُمْ، هَذَا بِظَلْمَتِهِ وَسَوَادِهِ وَهَذَا بِنُورِهِ وَضِيَائِهِ {وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ} [الجاثية: 5] وَهُوَ الْغَيْثُ الَّذِي بِهِ تُخْرِجُ الْأَرْضُ أَرْزَاقَ الْعِبَادِ وَأَقْوَاتِهِمْ، وَإِحْيَائِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا: يَقُولُ: فَأَنْبَتَ مَا أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مِنَ الْغَيْثِ مَيِّتَ الْأَرْضِ، حَتَّى اهْتَزَّتْ بِالنَّبَاتِ وَالزَّرْعِ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا، يَعْنِي مِنْ بَعْدَ جُدُوبِهَا وَقُحُوطِهَا وَمَصِيرِهَا دَائِرَةٌ لَا نَبْتَ فِيهَا وَلَا زَرْعَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015