القول في تأويل قوله تعالى: وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون يقول تعالى ذكره: وفي خلق الله إياكم أيها الناس، وخلقه ما تفرق في الأرض من دابة تدب عليها من غير جنسكم آيات لقوم يوقنون يعني: حججا وأدلة لقوم يوقنون بحقائق الأشياء، فيقرون بها،

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [الجاثية: 4] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَفَي خَلْقِ اللَّهِ إِيَّاكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ، وَخَلْقِهِ مَا تَفَرَّقَ فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ تَدِبُّ عَلَيْهَا مِنْ غَيْرِ جِنْسِكُمْ {آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [الجاثية: 4] يَعْنِي: حُجَجًا وَأَدِلَّةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ بِحَقَائِقِ الْأَشْيَاءِ، فَيُقِرُّونَ بِهَا، وَيَعْلَمُونَ صِحَّتَهَا. وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ قَوْلِهِ: {آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [الجاثية: 4] وَفِي الَّتِي بَعْدَ ذَلِكَ فَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْمَدِينَةِ وَالْبَصْرَةِ وَبَعْضُ قُرَّاءِ الْكُوفَةِ {آيَاتٌ} [البقرة: 99] رَفْعًا عَلَى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015