وقوله: والكتاب المبين قسم من الله تعالى أقسم بهذا الكتاب الذي أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فقال: والكتاب المبين لمن تدبره وفكر في عبره، وعظاته، هداه، ورشده، وأدلته على حقيته، وأنه تنزيل من حكيم حميد، لا اختلاق من محمد صلى الله عليه وسلم

وَقَوْلُهُ: {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ} [الزخرف: 2] قَسَمٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى أَقْسَمَ بِهَذَا الْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَهُ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ} [الزخرف: 2] لِمَنْ تَدَبَّرَهُ وَفَكَّرَ فِي عِبَرِهِ، وَعِظَاتِهِ، هَدَاهُ، وَرَشَدَهُ، وَأَدَلَّتُهُ عَلَى حَقِّيَّتِهِ، وَأَنَّهُ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ، لَا اخْتِلَاقٌ مِنْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا افْتِرَاءٌ مِنْ أَحَدٍ {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} [الزخرف: 3] يَقُولُ: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا بِلِسَانِ الْعَرَبِ، إِذْ كُنْتُمْ أَيُّهَا الْمُنْذِرُونَ بِهِ مِنْ رَهْطِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ عَرَبًا {لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [البقرة: 73] يَقُولُ: لِتَعْقِلُوا مَعَانِيهِ وَمَا فِيهِ مِنْ مَوَاعِظَ، وَلَمْ يُنْزِلْهُ بِلِسَانِ الْعَجَمِ، فَيَجْعَلْهُ أَعْجَمِيًّا، فَتَقُولُوا: نَحْنُ عَرَبٌ، وَهَذَا كَلَامٌ أَعْجَمِيُّ لَا نَفْقَهُ مَعَانِيهِ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015