القول في تأويل قوله تعالى: يعذب من يشاء ويرحم من يشاء يقول تعالى ذكره: ثم الله ينشئ النشأة الآخرة خلقه من بعد فنائهم، فيعذب من يشاء منهم على ما أسلف من جرمه في أيام حياته، ويرحم من يشاء منهم ممن تاب وآمن وعمل صالحا وإليه تقلبون يقول: وإليه ترجعون

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ} [العنكبوت: 21] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ خَلْقَهُ مِنْ بَعْدِ فَنَائِهِمْ، فَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ مِنْهُمْ عَلَى مَا أَسْلَفَ مِنْ جُرْمِهِ فِي أَيَّامِ حَيَاتِهِ، وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ مِنْهُمْ مِمَّنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا {وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ} [العنكبوت: 21] يَقُولُ: وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ وَتُرَدُّونَ، وَأَمَّا قَوْلُهُ: {وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ} [العنكبوت: 22] فَإِنَّ ابْنَ زَيْدٍ قَالَ فِي ذَلِكَ مَا:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015