وَقَدْ قَالُوا إِنَّ الصَّفَا وَاحِدٌ، وَأَنَّهُ يُثَنَّى صَفَوَانِ، وَيُجْمَعُ أَصْفَاءُ، وَصُفِيًّا، وَصِفِيًّا؛ وَاسْتَشْهَدُوا عَلَى ذَلِكَ بِقَوْلِ الرَّاجِزِ:

[البحر الرجز]

كَأَنَّ مَتْنَيْهِ مِنَ النَّفِيِّ ... مَوَاقِعُ الطَّيْرِ عَلَى الصُّفِيِّ

وَقَالُوا: هُوَ نَظِيرُ عَصًا وَعُصِيٍّ وَرَحَا وَرُحِيٍّ وَأَرْحَاءٍ. وَأَمَّا الْمَرْوَةُ فَإِنَّهَا الْحَصَاةُ الصَّغِيرَةُ يُجْمَعُ قَلِيلُهَا مَرْوَاتٍ، وَكَثِيرُهَا الْمَرْوُ مِثْلُ تَمْرَةٍ وَتَمَرَاتٍ وَتَمْرٌ. قَالَ الْأَعْشَى مَيْمُونُ بْنُ قَيْسٍ:

[البحر الرمل]

وَتَرَى بِالْأَرْضِ خُفًّا زَائِلًا ... فَإِذَا مَا صَادَفَ الْمَرْوَ رَضَحْ

يَعْنِي بِالْمَرْوِ: الصَّخْرَ الصِّغَارَ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ أَبِي ذؤيبٍ الْهُذَلِيِّ:

[البحر الكامل]

حَتَّى كَأَنِّي لِلْحَوَادِثِ مَرْوَةٌ ... بِصَفَا الْمُشَرَّقِ كُلَّ يَوْمٍ تُقْرَعُ

وَيُقَالُ «الْمُشَقَّرُ» . وَإِنَّمَا عَنَى اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ بِقَوْلِهِ: {إِنَّ الصَّفَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015