وَقَوْلُهُ: {يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} [النور: 37] اخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ قَوْلِهِ: {يُسَبِّحُ لَهُ} [النور: 36] فَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْأَمْصَارِ: {يُسَبِّحُ لَهُ} [النور: 36] بِضَمِّ الْيَاءِ , وَكَسْرِ الْبَاءِ، بِمَعْنَى يُصَلِّي لَهُ فِيهَا رِجَالٌ، وَبِجَعْلِ {يُسَبِّحُ} [الإسراء: 44] فِعْلًا لِـ (الرِّجَالِ) وَخَبَرًا عَنْهُمْ، وَتُرْفَعُ بِهِ (الرِّجَالُ) . سِوَى عَاصِمٍ , وَابْنِ عَامِرٍ، فَإِنَّهُمَا قَرَأَا ذَلِكَ: (يُسَبَّحُ لَهُ) بِضَمِّ الْيَاءِ , وَفَتْحِ الْبَاءِ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، ثُمَّ يَرْفَعَانِ (الرِّجَالَ) بِخَبَرِ ثَانٍ مُضْمَرٍ، كَأَنَّهُمَا أَرَادَا: يُسَبَّحُ اللَّهُ فِي الْبُيُوتِ الَّتِي أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ، فَسَبَّحَ لَهُ رِجَالٌ؛ فَرَفَعَا (الرِّجَالَ) بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ وَالْقِرَاءَةُ الَّتِي هِيَ أَوْلَاهُمَا بِالصَّوَابِ: قِرَاءَةُ مَنْ كَسَرَ الْبَاءَ، وَجَعَلَهُ خَبَرًا