الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ} [المؤمنون: 109] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: {إِنَّهُ} [البقرة: 37] وَهَذِهِ الْهَاءُ فِي قَوْلِهِ «إِنَّهُ» هِيَ الْهَاءُ الَّتِي يُسَمِّيهَا أَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ الْمَجْهُولَةَ. وَقَدْ بَيَّنْتُ مَعْنَاهَا فِيمَا مَضَى قَبْلُ، وَمَعْنَى دُخُولِهَا فِي الْكَلَامِ، بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ. {كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي -[126]-} [المؤمنون: 109] يَقُولُ: كَانَتْ جَمَاعَةٌ مِنْ عِبَادِي، وَهُمْ أَهْلُ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ، يَقُولُونَ فِي الدُّنْيَا: {رَبَّنَا آمَنَّا} [آل عمران: 53] بِكَ وَبِرُسُلِكَ، وَمَا جَاءُوا بِهِ مِنْ عِنْدَكَ؛ فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ مَنْ رَحِمَ أَهْلَ الْبَلَاءِ، فَلَا تُعَذِّبْنَا بِعَذَابِكَ