وقوله: قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها يقول تعالى ذكره، قال الله حينئذ للقائل له: لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا فعلت ذلك بك، فحشرتك أعمى كما أتتك آياتي، وهي حججه وأدلته وبيانه الذي بينه في كتابه، فنسيتها: يقول: فتركتها وأعرضت عنها، ولم تؤمن بها،

وَقَوْلُهُ: {قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا} [طه: 126] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ، قَالَ اللَّهُ حِينَئِذٍ لِلْقَائِلِ لَهُ: {لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا} [طه: 125] فَعَلْتُ ذَلِكَ بِكَ، فَحَشَرْتُكَ أَعْمَى كَمَا أَتَتْكَ آيَاتِي، وَهِيَ حُجَجُهُ وَأَدِلَّتُهُ وَبَيَانُهُ الَّذِي بَيَّنَهُ فِي كِتَابِهِ، فَنَسِيتَهَا: يَقُولُ: فَتَرَكْتُهَا وَأَعْرَضْتُ عَنْهَا، وَلَمْ تُؤْمِنْ بِهَا، وَلَمْ تَعْمَلْ. وَعَنَى بِقَوْلِهِ {كَذَلِكَ أَتَتْكَ} [طه: 126] هَكَذَا أَتَتْكَ. وَقَوْلُهُ: {وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} [طه: 126] يَقُولُ: فَكَمَا نَسِيتَ آيَاتِنَا فِي الدُّنْيَا، فَتَرَكْتَهَا -[203]- وَأَعْرَضْتَ عَنْهَا، فَكَذَلِكَ الْيَوْمَ نَنْسَاكَ، فَنَتْرُكُكَ فِي النَّارِ. وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ {وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} [طه: 126] فَقَالَ بَعْضُهُمْ بِمِثْلِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015