القول في تأويل قوله تعالى: ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة، ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا، إن ربك من بعدها لغفور رحيم يقول تعالى ذكره: إن ربك للذين عصوا الله فجهلوا بركوبهم ما ركبوا من معصية الله، وسفهوا بذلك، ثم راجعوا طاعة الله، والندم عليها،

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ، ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا، إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [النحل: 119] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَصَوْا اللَّهَ فَجَهِلُوا بِرُكُوبِهِمْ مَا رَكِبُوا مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَسَفُهُوا بِذَلِكَ، ثُمَّ رَاجَعُوا طَاعَةَ اللَّهِ، وَالنَّدَمَ عَلَيْهَا، وَالِاسْتِغْفَارَ، وَالتَّوْبَةَ مِنْهَا مِنْ بَعْدَ مَا سَلَفَ مِنْهُمْ مَا سَلَفَ مِنْ رُكُوبِ الْمَعْصِيَةِ، وَأَصْلَحَ، فَعَمِلَ بِمَا يُحِبُّ اللَّهُ وَيَرْضَاهُ، {إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا} [الأعراف: 153] يَقُولُ: إِنَّ رَبَّكَ يَا مُحَمَّدُ مِنْ بَعْدِ تَوْبَتِهِمْ لَهُ {لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنعام: 165]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015