وقوله: ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد يقول جل ثناؤه: هكذا فعلي لمن خاف مقامه بين يدي، وخاف وعيدي، فاتقاني بطاعته وتجنب سخطي، أنصره على من أراد به سوءا وبغاه مكروها من أعدائي، أهلك عدوه وأخزيه، وأورثه أرضه ودياره، وقال: لمن خاف مقامي ومعناه ما قلت

وَقَوْلُهُ: {ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ} [إبراهيم: 14] يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: هَكَذَا فِعْلِي لِمَنْ خَافَ مَقَامَهُ بَيْنَ يَدَيَّ، وَخَافَ وَعِيدِي، فَاتَّقَانِي بِطَاعَتِهِ وَتَجَنَّبَ سَخَطِي، أَنْصُرُهُ عَلَى مَنْ أَرَادَ بِهِ سُوءًا وَبَغَاهُ مَكْرُوهًا مِنْ أَعْدَائِي، أُهْلِكْ عَدُوَّهُ وَأَخْزِيهِ، وَأُوَرِّثُهُ أَرْضَهُ وَدِيَارَهُ، وَقَالَ: {لِمَنْ خَافَ مَقَامِي} [إبراهيم: 14] وَمَعْنَاهُ مَا -[614]- قُلْتُ مِنْ أَنَّهُ لِمَنْ خَافَ مَقَامَهِ بَيْنَ يَدَيَّ بِحَيْثُ أُقِيمُهُ هُنَالِكَ لِلْحِسَابِ، كَمَا قَالَ: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [الواقعة: 82] مَعْنَاهُ: وَتَجْعَلُونَ رِزْقِي إِيَّاكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ، وَذَلِكَ أَنَّ الْعَرَبَ تُضِيفُ أَفْعَالَهَا إِلَى أَنْفُسِهَا، وَإِلَى مَا أَوْقَعَتْ عَلَيْهِ، فَتَقُولُ: قَدْ سُرِرْتُ بِرُؤْيَتِكَ وَبِرُؤْيَتِي إِيَّاكَ، فَكَذَلِكَ ذَلِكَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015