الَّذِينَ جَحَدُوا تَوْحِيدَ اللَّهِ وَنُبُوَّةَ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ. فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: فَكَيْفَ قِيلَ: {وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ} [التوبة: 90] وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ الْمُعَذِّرَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ إِنَّمَا هُوَ الَّذِي يُعَذِّرُ فِي الْأَمْرِ، فَلَا يُبَالِغْ فِيهِ وَلَا يَحْكُمُهُ، وَلَيْسَتْ هَذِهِ صِفَةَ هَؤُلَاءِ، وَإِنَّمَا صِفَتُهُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا قَدِ اجْتَهَدُوا فِي طَلَبِ مَا يَنْهَضُونَ بِهِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَدُوِّهِمْ، وَحَرَصُوا عَلَى ذَلِكَ، فَلَمْ يَجِدُوا إِلَيْهِ سَبِيلًا، فَهُمْ بِأَنْ يُوصَفُوا بِأَنَّهُمْ قَدْ أُعْذِرُوا أَوْلَى وَأَحَقُّ مِنْهُمْ بِأَنْ يُوصَفُوا بِأَنَّهُمْ عُذِّرُوا. وَإِذَا وُصِفُوا بِذَلِكَ فَالصَّوَابُ فِي ذَلِكَ مِنَ الْقِرَاءَةِ مَا قَرَأَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015