وَأَمَّا قَوْلُهُ: {بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} [الأعراف: 205] فَإِنَّهُ يَعْنِي بِالْبَكَرِ وَالْعَشِيَّاتِ. وَأَمَّا الْآصَالُ فَجَمْعٌ. وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ فِيهَا فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ جَمْعُ أَصِيلٍ، كَمَا الْأَيْمَانُ جَمْعُ يَمِينٍ، وَالْأَسْرَارُ جَمْعُ سَرِيرٍ. وَقَالَ آخَرُونَ مِنْهُمْ: هِيَ جَمْعُ أُصُلٍ، وَالْأُصُلُ جَمْعُ أَصِيلٍ. وَقَالَ آخَرُونَ مِنْهُمْ: هِيَ جَمْعُ أُصُلٍ وَأَصِيلٍ. قَالَ: وَإِنْ شِئْتَ جَعَلْتَ الْأُصُلَ جَمْعًا لِلْأَصِيلِ، وَإِنْ شِئْتَ جَعَلَتْهُ وَاحِدًا. قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ: قَدْ دَنَا الْأُصُلُ فَيَجْعَلُونَهُ وَاحِدًا. وَهَذَا الْقَوْلُ أَوْلَى بِالصَّوَابِ فِي ذَلِكَ، وَهُوَ أَنَّهُ جَائِزٌ أَنْ يَكُونَ جَمْعَ أَصِيلٍ وَأُصُلٍ لِأَنَّهُمَا قَدْ يُجْمَعَانِ عَلَى أَفْعَالٍ. وَأَمَّا الْآصَالُ فَهِيَ فِيمَا يُقَالُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ مَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى الْمَغْرِبِ