وَأَمَّا قَوْلُهُ: {لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ} [الأنعام: 154] فَإِنَّهُ يَعْنِي: إِيتَائِي مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا لِكَرَامَةِ اللَّهِ مُوسَى عَلَى إِحْسَانِ مُوسَى، وَتَفْصِيلًا لِشَرَائِعِ دِينِهِ، وَهُدًى لِمَنِ اتَّبَعَهُ وَرَحْمَةً لِمَنْ كَانَ مِنْهُمْ ضَالًّا، لِيُنَجِّيهِ اللَّهُ بِهِ مِنَ الضَّلَالَةِ، وَلِيُؤْمِنْ بِلِقَاءِ رَبِّهِ إِذَا سَمِعَ مَوَاعِظَ اللَّهِ الَّتِي وَعَظَ بِهَا خَلْقَهُ فِيهِ، فَيَرْتَدِعَ عَمَّا هُوَ عَلَيْهِ مُقِيمٌ مِنَ الْكُفْرِ بِهِ، وَبِلِقَائِهِ بَعْدَ مَمَاتِهِ، فَيُطِيعَ رَبَّهُ، وَيُصَدِّقَ بِمَا جَاءَهُ بِهِ نَبِيُّهُ مُوسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ