القول في تأويل قوله تعالى: ولا آمين البيت الحرام يعني بقوله عز ذكره ولا آمين البيت الحرام ولا تحلوا قاصدين البيت الحرام العامدية , تقول منه: أممت كذا: إذا قصدته وعمدته , وبعضهم يقول: يممته , كما قال الشاعر: إني كذاك إذا ما ساءني بلد يممت صدر بعيري

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ} [المائدة: 2] يَعْنِي بِقَوْلِهِ عَزَّ ذِكْرُهُ {وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ} [المائدة: 2] وَلَا تُحِلُّوا قَاصِدِينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ الْعَامِدِيَّةَ , تَقُولُ مِنْهُ: أَمَّمْتُ كَذَا: إِذَا قَصَدْتُهُ وَعَمَدْتُهُ , وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: يَمَمْتُهُ , كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ:

[البحر البسيط]

إِنِّي كَذَاكَ إِذَا مَا سَاءَنِي بَلَدٌ ... يَمَّمْتُ صَدْرَ بَعِيرِي غَيْرَهُ بَلَدَا

وَالْبَيْتُ الْحَرَامُ: بَيْتُ اللَّهِ الَّذِي بِمَكَّةَ؛ وَقَدْ بَيَّنْتُ فِيمَا مَضَى لِمَ قِيلَ لَهُ الْحَرَامُ. {يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ} [المائدة: 2] يَعْنِي: يَلْتَمِسُونَ أَرْبَاحًا فِي تِجَارَتِهِمْ مِنَ اللَّهِ {وَرِضْوَانًا} [المائدة: 2] يَقُولُ: " وَأَنْ يَرْضَى اللَّهُ عَنْهُمْ بِنُسُكِهِمْ. وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي رَجُلٍ مِنْ بَنِي رَبِيعَةَ يُقَالَ لَهُ الْحُطَمُ "

طور بواسطة نورين ميديا © 2015