(8)

قوله: (كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا) على هذا.

والتذكُر هاهنا: هو الاتعاظ، ولم يجعل ذلك إلا لصفو

الخلائق، لما تقدم أن معرفة ما يصح أن يُطلب ويُعلم مما لا يصحُّ

فيه ذْلك أشرف منزلة في العلم.

قوله عز وجل: (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8)

الوهاب: قيل معناه: لا تزغ قلوبنا عن الثواب في الآخرة.

وقيل: لا تنسبها إلى الزيغ، ولا تحكم عليها بذلك.

وقيل: لا تفعل بنا من الإِكرام ما يؤدي إلى الزيغ.

فكأن الإِزاغة إعطاء الخيرات الدنيوية المثبطة عن الخيرات الأخروية

المشار إليه بقوله تعالى: (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ)

ولهذا قال أمير المؤمنين رضي الله عنه: "من وسع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015