الخاتمة

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على أشرف المخلوقات محمد ذي الكمالات، وآله وصحبه ما أشرقت بنور ربها قلوب المؤمنين والمؤمنات

وبعد.

فهذا ما يسره الله وأعانني عليه، ولعلي أكون وقد اطلعت على ألوان مختلفة

ومتباينة في حياة الراغب ومنهجيته في التأليف، وقدرته على السبر والتقسيم

، وتبحره اللغوي والنحوي، الذي يوحي بدراسة لشواهده الشعرية على غرار شواهد القرطبي، وكشفت الستار عن غموض عقيدته، وتأويله بعض صفات الخالق عز وجل بطرق عقلية وفلسفية، وتأثره بعلماء عصره من أئمة المعتزلة والأشاعرة، مما يستلزم قيام دراسة منهجية لكتابه المفردات وخاصة أنه متداول بين مختلف المراحل التعليمية، كما لا يفوتني الإشارة إلى ميله لآراء الشافعية، ْوبراعته في النقد والتوجيه والإتيان بالحجة والبرهان، وحسبي بهذا العمل الذي اعتبره باكورة عملي في إثراء المكتبة الإسلامية، وحسبي أن أكون قد أرضيت رغبتي العلمية، التي لم آل في إرضائها جهداً، فإن سلم البحث فذلك من فضل الله، وإن كانت الأخرى، فذاك جهد المقل، وطاقة الناشئ الذي لا يزال يرقب من وراء الغيب أملاً فسيحاً.

هذا .. ولا يفوتني أن اعتذر - إلى من قرأ رسالتي - عما يكون في هذا

البحث من أخطاء هينة لا تخفى على فطانة قارئه، ولا تدق عن إدراكه، فإن مرَّ بها فرجائي إليه أن يلتمس لها عذراً، وأن يصححها مشكوراً وتلك شكيمة الكرام أهل الخلق الطاهر، والأدب الحميد، وألا يكون ممن قال فيهم الشاعر:

فإن رأوا زلَّةً طاروا بها فرحاً. . . عني وما وجدوا من صالحٍ دفنوا

والله سبحانه وتعالى أسال أن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه، وأن يحقق لي

به ما تصبوا إليه نفسي وتسموا إليه همتي، و (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ)، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015