{وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا} أى: أشد صولةً، وأعظم سلطانًا، وأقدر على ما يريد {وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا} أي: عقوبة.

فإن قيل: إذا كان من قولكم أن عسى من الله واجب، وقد قال {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا} ونحن نراهم في بأس وشدة، فأين ذلك الوعد؟

يقال لهم: قد قيل: إن المراد منه الفكرة، الذين كف بأسهم ببدر الصغرى، وبالحديبية (?)، لقوله: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ} الآية (?) وإن كان ظاهر العموم فالمراد منها الخصوص.

وقيل: أراد به المدة التي أمر الله فيها بالقتال ليزول الكفر بقولة: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} (?) فعند ذلك يكف الله بأس الذين كفروا وهو الوقت الذي ينزل فيه عيسى -عليه السلام-، فيكون حكمًا مقسطًا، ويظهر الإسلام على الدين كله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015